المفتاح السرّي لخيال المبدعين 🔑
يسأل الكاتب «لماذا» ويكمل المبدع «ماذا لو؟» 💭

ماذا لو لم تكن مشتركًا في هذه النشرة؟ ماذا لو كنت ممن يتجاهلون رسالتها ويتكاسلون عن قراءتها؟
ستعرف الجواب بعد أن تقرأ مقالة اليوم.. وصباح الخير. 💡

ماذا لو كانت هناك طاولة معنويّة يكتب عليها المبدع أعماله؟
أعتقد أنّها ستكون بأربعة أركان:
الركن الأول | اللغة: بمعناها المجرّد الذي قد يتفوق علينا فيه الذكاء الاصطناعيّ وأي شخص يحفظ قواميس اللغة، أو يتقن تسخير الآلات، لكنه لن يصبح مبدعًا.
الركن الثاني | المعرفة: وهي أيضًا ما يتفوّق فيه الذكاء الاصطناعي بلا حدّ، ونتزوّد منها حين ندمن سؤال الأطفال والفلاسفة «لماذا».
الركن الثالث | الخيال: وهو مربط الفرس في مقالة اليوم. إذا كان الكاتب يسأل «لماذا» فالمبدع يكمل رحلته بسؤال «ماذا لو؟». وينطلق بسيناريوهات افتراضية تؤدي به إلى سلسلة من التأمّلات التي تقوده إلى نتائج غير متوقعة حتى في نسختها الأولى.
لا أعرف فكرةً إبداعيةً وُلدَت دون أن يكون صاحبها قد طرح هذا السؤال على نفسه في وقتٍ ما بشكلٍ ما. وكلما سألتَ هذا السؤال تفتّحت لك أبواب جديدة. فقبل العمل تسأل «لماذا»، وحين تشرع في كتابته تتساءل: ماذا لو؟
ماذا لو فعلت الشيء نفسه بطريقة مختلفة؟
ماذا لو انقلبت القوانين والقواعد؟
ماذا لو حدث ما لا يتوقعه أحد؟
ماذا لو أن البشر لا يبكون؟ ماذا لو أنهم لا يضحكون؟
ماذا لو أنّ الكذب غير موجود؟
ماذا لو كان السرّ علانية؟
ماذا لو كنتَ جرادة؟
ماذا لو كان الإنسان يولد بشخصية راشد (قادر على التفكير والكلام والتساؤل) لكنه مقيّد الحركة؟
ماذا لو صدّقت الكاذب وكذّبت الصادق؟ ماذا لو صدّقت الخيال وكذّبت الواقع؟
ماذا لو طرحت سؤال «ماذا لو» قبل أن تكتب قصة أو مسرحية أو فلم أو إعلان؟
لاحظ أنّ كلّ «ماذا لو» ستفتح لك بابًا من أبواب الخلق والإبداع، وعليك تجسيد الإجابة في عملك الإبداعيّ أو الفنّي. وأزعم أنّ أعظم الأعمال بُنيت على هذا السؤال، إليك هذه الأمثلة المتنوّعة الشهيرة:
فلم «The Truman Show» — ماذا لو كانت حياتك برنامجًا تلفزيونيًا؟
فلم «The Curious Case of Benjamin Button» — ماذا لو كان الإنسان يولد عجوزًا ثم يصغر حتى الممات؟
فلم «Back to the Future» وما بعده — ماذا لو استطعنا السفر إلى الماضي والعودة منه؟
فلم «Parasite» — ماذا لو جرّب فقراء معدمون حياة فاحشي الثراء؟
ثيمة المسّ الشيطاني — ماذا لو عاشت روحان في جسدٍ واحد؟
ثيمة «الزومبي» المملة — ماذا لو تغذى البشر على بعضهم؟
رواية «المتحوّل» لكافكا — ماذا لو استيقظ إنسان ووجد نفسه حشرة؟
لوحة «الصرخة» لمونك — ماذا لو كان للصراخ شكل؟
قِس على ذلك مئات الأعمال الأيقونية ستجد سؤالنا «ماذا لو» ركنًا أساسيًا حاضرًا في طاولة مبدعيها. ثم إنّي أخبرتك عن ثلاثة أركان، ولو كنت حاضر الذهن ستسألني عن الركن الرابع. ولن أقول «الحظ»، بل «التوفيق» الذي لا حيلة لك فيه عدا أن تتساءل: ماذا لو لم يُكتب لي التوفيق في هذا الدرب؟…

«أنا مبدعٌ بما يكفي لأستند بحُرّية إلى خيالي. المعرفة محدودة، أمّا الخيال فيحيط بالعالم.»
آينشتاين

تساءلت في العدد الماضي: لماذا يصرخ الإنسان عند شدة الفرح أو الغضب على حدٍ سواء؟
واخترت من إجاباتكم:
لأن قوة الشعور اجتازت حبسة الجسد — مزنة فهد.
ليكون دليلاً لنفسه وللناس عن حقيقة فرحه أو حزنه — منى محمد.
نصرخ عند استقرار بعد ضغط, ونصرخ عند ضغط بعد استقرار. — ساهر القرني.
لأنه يفيض إذا امتلأ — أحلام إدريس
وسؤالي لك اليوم، لماذا نصبح لطفاء مع الغرباء؟ 🔗

ستعرف في هذه الحلقة من الدحيح وجه الشبه بين الشتات والشيوع والانتشار والتشضي والشرار والإشاعة والأشعة والشوك والشعر والشرّ! والكثير غير ذلك.
أعجبتك النشرة؟ ودّك تستمرّ؟ أرسلها إلى ثلاثين شخص وتابع لقناة الواتساب ليصلك الجديد.

نشرة بريدية أسبوعية تفكّك ألغاز المحتوى لمَن يخوضون معارك سوداء مع الصفحة البيضاء! 🖋️