أشهر نظرية إقناع غير مُقنعة! — والبديل

مشكلاتي معها ثلاثة، والبديل يتلخّص في ثلاثة أسئلة تحدّد صلاحيتها.

سلامٌ عليك يا إنسان 👋

ما كمية الحزن الذي تشعر به حين تدرك أنك طوال حياتك لن ترفع كأس العالم -في وجه العالم- محتفلًا به مع فريقك، بل ولن تملك طائرة خاصة؟ صفر؛ لأن الوصول لهذا ليس هدفًا متوقّعًا بالنسبة لك؟ فكّر فيها لثوانٍ… وصباح الخير.

سأفترض أن جميع من يقرأ هذه النشرة يعمل في التسويق أو يهتم به على الأقل، ويكتب محتوى (أو يحاول مثلي)، وسمع الكثير عن نظريات الإقناع التي تبدأ ولا تنتهي… وربما استوعبها بشكلٍ جيد لكن حين يبدأ تطبيقها: تتبخّر! ♨️ هذه النشرة وُجدت لعلاج هذه الحالة بالضبط!

واحدة من أشهر النظريات هي «نظرية نعم المتتالية» أو «Yes Set Technique»، الشائعة في مجالات التسويق والمبيعات وحتى في الخطابات.

تعريف هذه النظرية باختصار -لمن لا يعرفها- أن تقنع شخصًا بمنتج / خدمة / فكرة معينة دون أن تبدأ الحديث عنها مباشرة، بل تبدأ بسياق يخلق اتفاقًا بينكما، ثلاثة أسئلة تعرف أنّ إجابة المتلقّي عليها ستكون «صح، طبعًا، أكيد.» وأخواتها. وهذا يهيّئ دماغه للدخول في حالة من القبول للمعلومة الرابعة (الفخ البيعي🎯).

ومشكلاتي مع هذه النظرية ثلاثة:

الأولى: أنها أصبحت حيلة مكشوفة حتى عند من لا يعرف اسمها، فمن منّا لم يسمع إعلانًا يشبه: وزنك زايد وودك تلتزم بدايت؟ ماعندك وقت للطبخ؟ تعبت من أكل الدايت اللي ماله طعم؟ اشترك في مطعم «بلابلابلا» للوجبات الصحية. (هذا وجهي إن اشتركت).

الثانية: أنّها غالبًا تُوجّه إلى شريحة واسعة تحتاج إلى ثلاثة أو أربعة أسباب لإقناعها بالمنتج (أو الخدمة أو الفكرة)، وهذي مشكلة في تصميم المنتج، أو مشكلة في الاستهداف، أو كلاهما.

الثالثة: أن تُستخدم في غير موضعها، فهل يصح استخدامها في لوحة في الشارع تدعو الناس لشراء وجبة توفير؟ أو صفحة هبوط لمتجر إطارات سيارات؟ أو إعلان تكتوكيّ لمقهى يستهدف إناث جيل زد؟ أو خطاب يلقيه ترامب لإقناع الديموقراطيين بالتصويت له؟ جميع هذه الحالات لن تجني مع هذه التقنية ثمارًا.

تسألني ما الحل؟ نتوقف عن استخدامها؟

لأنّ تشخيص المشكلة يمثل ثلاثة أرباع الحل؛ سألخّص لك هذه الأرباع الثلاثة في ثلاثة أسئلة توجّهها لعقلك قبل أن تقرّر ارتكاب النظرية: 

  1. هل تأكدت أن تقنية «النّعمَات المتتالية» منطقية ومناسبة لِما تحاول إقناع الناس به، ولن تتحوّل إلى «لعنات متتالية» من عميلك؟

  2. هل استخدمت التقنية بذكاء وبنعومة غير مكشوفة ومن دون أسئلة مباشرة بالضرورة؟ أم جعلتها كمثالنا -غير الصحي- عن اشتراك الوجبات الصحية؟

  3. هل اخترت الآلام المناسبة -الحقيقية- لدى عميلك المناسب؟ 

إن كانت إجاباتك لهذه الأسئلة (نعم)، فأنت جاهز لتمرين اليوم، واستعراض مهاراتك في الإقناع، سواءً ستكتب إعلانًا أو مدخل خطاب أو عرض تقديمي، أو نصًا يقنع جهةً بتوظيفك في أقل من 50 كلمة.

متحمس لقراءة تطبيقك للتقنية في منشور اليوم هنا.

أما إذا كنت ستسأل: أين تطبيقك أنت لها يا نوّاف؟ 🙄

سأطلب منك إعادة قراءة مدخل العدد، ومدخل هذه التدوينة أيضًا ;) 

سئل الكاتب الفرنسي ليوتو قبيل وفاته «ألا تكتب للخلود؟» فضحك الشيخ وقال «الخلود! الخلود! وما يهمني الخلود بعد أن أصير ترابًا في التراب؟ أنا أكتب لأني أجد لذةً في الكتابة.

استمتعت بجميع الإجابات على سؤال العدد الماضي (ما وجه الشبه بين العُمق والعُقم؟) ، واخترت منها:

  1. يقاسي صاحبها ألم الوحشة! — فهد

  2. لكليهما دويّ بلا ارتداد! — أسرار

  3. ثلاثة أحرف تتبادل الأدوار والنتيجة واحدة، غرق وفناء. — نوف

وسؤالي لك اليوم ما وجه الشبه بين الكتابة والكآبة؟

من مصادر المحتوى الملهمة التي تحترم عقلك وتعطيك فائدة حقيقية، نشرة مطبوقة بكل أجزائها السابقة، وهنا أحدث أعدادها.


هذا والله أعلم.

أعجبتك النشرة؟ ودّك تستمرّ؟ أرسلها إلى ثلاثة أشخاص قد تفيدهم وشكرًا. 💙

النشرة في الموقع 🔗

التسويقالإقناعالكتابة
نشرة قوارش
نشرة قوارش
كلّ سبت

نشرة بريدية أسبوعية تفكّك ألغاز الكتابة لمَن يخوضون معارك سوداء مع الصفحة البيضاء! لن أعطيك نصائح سطحية ولا حِكم مكررة، بل أفكارًا حادّة، وأدوات مجرَّبة، تساعدك في شحذ قلمك وسنّ أفكارك. 🖋️