كيف تحوّل عبارة يومية إلى عنوان إبداعي؟ ♻️
نصوصك الإبداعية أو التسويقية القصيرة، ستختلف ويتضاعف تأثيرها إذا أجدت تقنية «إعادة توظيف السياق» وفي هذا العدد أحاول تبسيطها في ثلاث دقائق قراءة. ⏳

سلامٌ عليك يا إنسان 👋

أعتذر لنفسي؛ لأني تعمّدت اختيار أعقد موضوع في مسوداتي -حتى الآن- والكتابة عنه، حتى أبيّن عمق هذه النشرة وأرفع سقف التحدي مع نفسي في الأعداد القادمة. ثم إنّ اعتذاري مقبول، لأني سأنجح في جعل هذا العدد ليس إلا بداية (يا رب 🤲)… وصباح الخير.

لفت انتباهي قبل أيام «بايو» حساب على إنستقرام لشخص وصف نفسه بأربع كلمات «مستوحى من أحداث حقيقية». وهذا يقلّص الفارق بين بايو حسابي والعشر مراتب الفارغة بعده إلى تسع مراتب والله المستعان.
المهم، أثارت هذه الجملة في ذهني الكثير من التساؤلات حول كيفية توظيف عبارة تقليدية معروفة من سياق معتاد إلى سياق مبتكر إبداعي أو ساخر لجذب الانتباه وخلق التأثير المطلوب.
ذكّرني هذا النهج بعبارة كلنا قرأنا إسقاطاتها المبتذلة على الواقع، وهي المكتوبة على المرآة الجانبية للسيارات «الأجسام تبدو أصغر مما هي عليه في الواقع»، هذه الجملة انتقلت من كونها تحذيرًا لتفادي الاصطدام بالآخرين إلى أن أصبحت وسيلة للاصطدام بالآخرين و«دقّهم بالكلام»!
فهل سنقرأ أنا وأنت هذه العبارات ونتركها في حال سبيلها؟ أو كيف نتعاطى معها؟ 🤔
توصّلت إلى أنّ تقنيات الكتابة المؤثرة تعتمد بشكل أساسي على أربع مراحل تصنيع يجب أن تمرّ على عقل الكاتب، وسيتميّز بمدى تمرّسه عليها وصبره في تطبيقها:
أولًا: لحظة الانتباه: وهي اللحظة التي تلتقط فيها عبارة أو فكرة معتادة يرددها الجميع دون تفكير عميق.
ثانيًا: لحظة التأمل: في هذه المرحلة ستحاول فهم سبب جاذبية هذه العبارة أو تأثيرها على الناس.
ثالثًا: محاولة اكتشاف النمط: هنا تربط بين العبارة وتطبيقات أخرى مشابهة في الاستخدام والتأثير.
(وهي أصعب مرحلة).
رابعًا: التدرّب على تكرار النمط: الأهم محاولة ابتكار تطبيقات جديدة للأسلوب الناجح في سياقات مختلفة
بهدف تدريب نفسك عليها ومضاعفة تأثير كلماتك.
ولأني وعدتك أن تكون هذه النشرة مرجعًا لتقنيات الكتابة وأسرارها، مع تطبيقات عملية لأي فكرة أتكلم عنها، وإن لم أفعل فلا فائدة من أي معلومة أُسهب في شرحها نظريًا، (وسأكون كاذبًا في ادّعاء فهمي لها)…
هنا أمثلة لإعادة إحياء المعاني في عبارات شائعة وتوظيفها في سياقات جديدة بشكل فعّال ومُلفت، أو ما يمكن تسميته «إعادة توظيف السياق»:
«يُحفظ في مكان بارد وجاف»: القلب.
«رجّ جيدًا قبل الفتح»: العقل.
«صالح حتى نفاد الكمية»: الشغف.
«لا تُردّ ولا تُستبدل»: مرحلة الطفولة.
«للاستخدام الخارجي فقط»: الابتسامة.
«احذر التقليد»: محتوى الذكاء الاصطناعي.
«قابل للكسر»: مزاج صباح الأحد.
«احذر منطقة انهيارات»: بيئة عمل إبداعية.
الآن هل خطرت ببالك تطبيقات أخرى لإعادة توظيف سياق العبارات نفسها؟ أو غيرها؟ هذا هو المطلوب.
تبرز براعة الكاتب في التقاط العبارات اليومية البسيطة وإعادة توظيفها بطريقة مبتكرة تثير فضول القارئ -أو المارّ- وتجعله يشعر بقرب الفكرة من واقعه اليومي بشكل ذكي وممتع. وهذه ضرورة لكلّ كاتب، وإلا سيصبح محتواه مثل كتيّبات الأجهزة المنزلية، لا أحد يرميها، لكن لا أحد يقرأها!

«هناك من يملك نصف مهاراتك ويربح أضعاف ما تربحه، فقط لأنك تخجل من الترويج لنفسك.» سعيد الصالح بتصرف.

س/ ما وجه الشبه بين العُمق والعُقم؟
سجّل إجابتك وانتظر أفضل إجابة في العدد القادم.

لا أحب أن أبدو متملّقًا لثمانية، لكن لا أستطيع في العدد الأول من نشرتي -التي أكتبها من موقعهم- إلا أن أوصي بجميع نشرات ثمانية البريدية لكل من يبحث عن محتوى متخصص قصير ممتع ومفيد. اختر منها ما يناسبك. (ليس إعلان ليس مدفوع).
هذا والله أعلم.
أعجبتك النشرة؟ ودّك تستمرّ؟ أرسلها إلى ثلاثة أشخاص قد تفيدهم وشكرًا. 💙

نشرة بريدية أسبوعية تفكّك ألغاز الكتابة لمَن يخوضون معارك سوداء مع الصفحة البيضاء! لن أعطيك نصائح سطحية ولا حِكم مكررة، بل أفكارًا حادّة، وأدوات مجرَّبة، تساعدك في شحذ قلمك وسنّ أفكارك. 🖋️